أصبح نظام الفلج في الوقت الحاضر نظاما تقليديا يُمثِّلُ تاريخا موروثا للبلادِ. ففي دولة الإمارات تُعَدُّ الزراعةُ أحدَ الاستخدامات المهمة. وتعتمد واحةُ العين التي تقع شرق أبوظبي (نحو 160 كيلومتراً) بشكل رئيسي على مزاولة الزراعةِ التي تَحتاج إلى توافُر الكميات المناسبة من المياه لضمان استمرارية الانتاج الزراعي. وتعتَبرُ الافلاج أحدَ مصادرِ المياه التقليديةِ التي تُغذي المناطق الزراعية، ومن ثَمَّ تُوفِّر مصادرَ الغذاء والدخل المستمر للمزارعين في الواحةِ (شكل 1 و 2).
الدولة |
المسمى |
أفغانستان |
كاربز |
أمريكا اللاتينية |
جالرياس، بوكيو |
إسبانيا |
جالرياس، مايريت |
إيران |
قناة |
إيطاليا |
انجروتاتو (مفرد) |
انجروتاتي (جمع) |
|
الجزائر |
فوغورا |
جزر الكناري |
جالرياس، مايريت |
دول الخليج العربي |
فلج (مفرد) |
أفلاج (جمع) |
|
ليبيا |
فوغورا |
سوريا |
قناة رومانية |
الصين |
كاجنج، كاريز |
المغرب |
كتاره، رتاره |
كوريا |
ما-نان-بو |
اليابان |
مامبو، مابو |
اليمن |
فيليدي، غيل، ميتان |
وتتميز الأفلاج بأنها تتشابه في التنظيم والإدارة (10)، ولكن قد تختلف في الاتساع، والعمق، ونوعية المياه المتدفقة، والتكوين، والمحتوى، وطبيعة الأرض التي تجري عليها المياه. ويُعزى هذا الاختلاف إلى توافر المياه في الطبقات تحت السطحية الحاملة للمياه، وكميات المياه المتسربة إلى باطن الأرض (11).
وتقسم الأفلاج في دولة الإمارات إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: الأفلاج الغيلية، والأفلاج الداؤودية أو العدية، والأفلاج العينية أو الحضورية (شكل 8، 9 ، 10). وتعتبر المياه السطحية الجارية في أعالي الأودية هي مصدر المياه لفلج الغيلي كفلج الهيلي، وقد سمي هذا النوع من الأفلاج بهذه التسمية لأنها أفلاج موسمية مرتبطة بسقوط الأمطار. بينما مصدر المياه للفلج الداوؤدي هو الخزان الجوفي الضحل أو ما يسمى بأم الفلج كأفلاج مزيد والداوؤدي والبريمي وسارة. ويتميز فلج الداوؤدي بأن مياهه مستمرة في التدفق طوال العام حيث إنها لا تتأثر بسقوط الأمطار، كما أن الأفلاج الداوؤدية لها سواعد أو روافد تصب فيها لتغذية الأراضي الزراعية (13). وتمثل الينابيع الطبيعية مصدرَ الماء للفلج العيني كفلج عين بوسخانة (14).
كما يمثل الفلج مؤسسة اجتماعية لها هيكل إداري وتنظيمي لتسيير عمل المؤسسة، حيث يدار الفلج من قبل الوكيل (المدير) أو بما يسمى "أبو الفلج" (18). كما أن للفلج قابضا أو أمينَ دفتر، أو ما يسمى حاليا بالمحاسب، والعريف أو المساعد، والعمال أو البيادير. وهناك عريفان أحدهما يتولى الخدمة تحت السطحية للفلج كصيانة النفق أو الثقبة، والآخر يقوم بالخدمة السطحية ويعتني بصيانة قنوات الأفلاج السطحية (شكل 14). ويوجد الهيكل الإداري في الأفلاج الكبيرة، بينما الأفلاج الصغيرة قد تدار بواسطة رجل واحد فقط (19، 20 ، 21).
22 . Al-Ghafri et al., 1999
23 . Wilkinson, 1977
24 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
الخواضة
الثقبة هي فتحة البئر من السطح، وتتم عملية طي الثقاب بالحصى والصاروج الذي يتم إعداده بإحضار جذوع النخل (شكل 19) وعمل الطابوق من الطين ثم يوضع الحصى فوق جذوع النخل ويرص فوقها الطابوق الطيني بحيث يترك فتحة من كل جانب بمقدار قدم واحد ثم يوضع بداخله الزور وسعف النخيل، وتسمى هذا العملية "محرقة الصاروج". حيث إنه في حالة عدم توافر الهواء المناسب، يتم إشعال النار من الجهات الأربع، وبعد مرور أربعة أيام يتم رشها بالماء من الخارج وينقى الطين الذي لم تصله النار ويفصل عنها. كما يتم طحن الطابوق الطيني المحروق على خشب مربع من شجر السمر ويخلط مع الحصى أو النورة ويسمى الخليط "الصاروج". وبعد المزج يصبح الخليط أقوى من الأسمنت لأن مكوناته من مكونات الأرض التي لا تتأثر بالحرارة أو البرودة (28).
25 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
26 . نفس المرجع السابق.
27 . الحموز وآخرون، 2008.
28 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
تنتشر الأفلاج في مدينة العين، مدينة الواحات (شكل 20)، ونظرا لانتشار الأفلاج في مدينة العين فقد أطلق عليها مدينة الأفلاج السبعة، والأفلاج الرئيسية السبعة هي العيني، الداوؤدي، والمعترض، والمويجعي، والجيمي، والقطارة، وهيلي. وبذلك تكون مدينة العين هي المدينة التي تضم العدد الكبير من الأفلاج في دولة الإمارات. وقد ارتبط وجود الأفلاج بواحات العين، حيث إن الأفلاج تغذي الواحات بالمياه. ففلجي العيني والداوؤدي يغذيان واحة العين. بينما يغذي واحاتِ المعترض والمويجعي والجاهلي والجيمي، والقطارة والهيلي أفلاجُ المعترض والمويجعي والجاهلي والجيمي، والقطارة والهيلي على التوالي (29).
يوجد في العين ما يقارب الـ 300 فلجا إلا أن معظمها جَفَّ (32)، وقد سُجِّل في الوقت الحالي سبعة وعشرون فلجا (33، 34 و 35)، وهي التالي: عين بوسحانة، والهيلي، والراكي، والغشابي، والمعتلج، والهنيامي، والخزامي، وأم المدر، والمويجعي، والمعترض، والقطارة، والجيمي، والعيني (الصاروج)، والداوؤدي، والمسعودي، والجاهلي، والبريمي، وفلج هزاع، ومزيد، وصاع، والسره، ووادي الحمام، ووادي الجبيب، والمازمي، وصعره، والكويتات، ومدينة ألعاب وهيلي. ويتراوح عمق الأفلاج التي حفَرَهَا الأجدادُ بين 90 و 95 قدما من سطح الأرض من خلال الثقوب الرأسية (الآبار)، والتي تتصل في العمق عند النبع من خلال الثقوب الأفقية والتي تعرف بـ"السل". كما تتصل الآبار بعضها ببعضٍ تحت سطح الأرض لتبدو كنهر يجري داخل قبو صخري ويمتد عدة كيلومترات. يبدأ مجرى الفلج من منبع الفلج (أمهات الفلج) حتى مكان ظهور الماء على السطح (الشريعة)، ويتحرك الماء حسب ميل الأرض، بينما يتحرك الماء تحت سطح الأرض في طريف ملتف ويدور مساره كل مسافة وذلك لجعل حركة المياه معتدلة ذات دفع قوي. ويتحرك الماء من باطن الأرض إلى الشريعة في وسط المناطق الزراعية، ويتراوح منسوب الماء في الشريعة من 1.5 قدما إلى قدمين ويزداد المنسوب بعد تساقط الأمطار (36). وتتحرك مياه أفلاج المعترض، والمويجعي، والجيمي والقطارة من الشرق إلى الغرب. بينما تسري مياه فلج الهيلي من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وفلج الداوؤدي من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.
الفلج |
العرض (بالمتر) |
الطول (بالمتر) |
عين بوسخانه |
1.2 |
3000 |
الهيلي |
0.65 |
10000 |
العيني (الصاروج) |
0.8 |
15000 |
الداوؤدي |
0.8 |
7000 |
البريمي |
1 |
9000 |
مزيد |
0.75 |
2000 |
السرة |
0.95 |
6500 |
الفلج |
طول مسارات الفلج (بالمتر) |
العيني (الصاروج) |
8370 |
الداوؤدي |
5100 |
المعترض |
3615 |
الجاهلي |
3053 |
المويجعي |
3767 |
الجيمي |
4972 |
الهيلي |
7284 |
الراكي |
7198 |
ساعد فلج العيني |
2380 |
ساعد فلج الراكي |
393 |
الفلج |
عدد أشجار النخيل |
عدد المزارع |
منطقة الواحات (بالمتر المربع) |
العيني |
75171 |
538 |
أفلاج العيني والداوؤدي يغذيان مساحة مشتركة تبلغ 13085678 متر مربع |
الداوؤدي |
مرتبطة بفلج العيني |
مرتبطة بفلج العيني |
أفلاج العيني والداوؤدي يغذيان مساحة مشتركة تبلغ 13085678 متر مربع |
المعترض |
9245 |
141 |
507089 |
الجيمي |
80713 |
183 |
1053937 |
الهيلي |
54145 |
249 |
1123457 |
القطارة |
45714 |
215 |
704495 |
المويجعي |
5351 |
9 |
|
المجموع |
270339 |
1335 |
5002003 |
الفلج |
عدد الثقاب |
عدد الآبار |
القدرة الإنتاجية (جالون/اليوم) |
العيني |
490 |
13 |
300000 |
الداوؤدي |
188 |
15 |
350000 |
المعترض |
17 |
16 |
330000 |
الجيمي |
27 |
6 |
140000 |
الهيلي |
86 |
43 |
900000 |
القطارة |
9 |
2 |
36000 |
المويجعي |
29 |
6 |
180000 |
المجموع |
846 |
101 |
2184000 |
29 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
30 . جريدة الخليج، العدد 11660، 2011.
31 . هيئة أبوظبي للسياحة والآثار، 2013.
32 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
33 . Rizk, 1998
34 . بلدية العين، 2004.
35 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
36 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
37 . Rizk, 1998
38 . Al Nuaimi, 2003
39 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
40 . Rizk, 1998
41 . هيئة البيئة – أبوظبي، 2006.
بذل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الجهد العظيم أثناء توليه مسؤوليته كممثل للحاكم في العين من أجل حياة كريمة للمواطن، وقد اهتم بتوفير الكميات المناسبة من المياه للعين حيث كانت المياه في ذلك الوقت تباع بثمن باهظ. ومن أجل ذلك قام رحمه الله بتطوير وتشييد الأفلاج التي لم تحظَ بالتطوير منذ زمن خليفة بن زايد الأول (46 و 47).
وتمثل اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بالأفلاج بحفر الآبار والسلول عن طريق قسم الأفلاج ببلدية العين حيث تم تعيين لجنة للإشراف والصيانة، كما تم تعيين مراقبين وعمال للقيام بري مزارع النخيل (64).
46 . الكعبي، 2008
47 . مجلة العين، العدد 53، 1993.
48 . مجلة تراث، العدد 69، 2004.
49 . مجلة الظفرة العدد47، 2011.
50 . الكعبي، 2008.
51 . مجلة العين، العدد 53،1993.
52 . الفارس 1، 2012.
53 . مختارات من أهم الوثائق البريطانية، 148906/F0371، مجلد 3، ص 304.
54 . الفارس 1، 2012.
55 . مختارات من أهم الوثائق البريطانية، 1016/F0647، مجلد 3، ص 301.
56 . الفارس 2، 2012.
57 . المركز الوطني للوثائق والبحوث، وثائق الأفلاج 1965 م و 1384 هجرية.
58 . المهيري، 2002.
59 . العيدروس، 1992.
60 . مجلة تراث، العدد 69، 2004.
61 . مجلة الرجل اليوم، العدد 12، 2005.
62 . الكعبي، 2008.
63 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
64 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
66 . Murad, 2010