المقدمة

 
 
اقترنت سلامة وكرامة الإنسان في منطقة العين بنظام الأفلاج الذي اضطلع بدورٍ كبيرٍ في تطوير الحياة الاجتماعية لأفراد المجتمع الواحد. فصيانةُ نظامِ الأفلاج مهمَّة  كُلِّ فرد من أفراد المجتمع، كما أن تنظيم المشاركة في المياه ومسؤوليةِ صيانةِ الفلج يُقوِّيانِ العلاقةَ الاجتماعية بين أفراد المجتمع.  
 

أصبح نظام الفلج في الوقت الحاضر نظاما تقليديا يُمثِّلُ تاريخا موروثا للبلادِ. ففي دولة الإمارات تُعَدُّ الزراعةُ أحدَ الاستخدامات المهمة. وتعتمد واحةُ العين التي تقع شرق أبوظبي (نحو 160 كيلومتراً) بشكل رئيسي على مزاولة الزراعةِ التي تَحتاج إلى توافُر الكميات المناسبة من المياه لضمان استمرارية الانتاج الزراعي. وتعتَبرُ الافلاج أحدَ مصادرِ المياه التقليديةِ التي تُغذي المناطق الزراعية، ومن ثَمَّ تُوفِّر مصادرَ الغذاء والدخل المستمر للمزارعين في الواحةِ (شكل 1 و 2).

 
وقد استخدمت المياه الجوفيِّة الضحلة بشكل مكثف في منطقةِ العين لريِّ أشجار النخيل والأراضي الزراعية التي تشكل التاريخ الرئيسي الخاص بالواحات. وقد أثَّرت قسوةُ وصعوبةُ المناخ الشديد، الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة وقلة تساقط الأمطار مع الضخ المتزايد للمياه الجوفية، في وظيفة الأفلاج التي بدورها حدَّت من توافرِ مصادرِ المياه وجفاف بعض الأفلاج. وللتأقلم مع البيئة التي عاش فيه الأجداد، بنى القدماءُ في منطقة العين الأفلاج من خلال  ما هو متاح في البيئة التي يعيشون فيها لإدارة نَقْصِ مصادرِ المياه وللسَيْطَرَة على فترات الجفافِ.

تعريف الفلج

 
 
شكَّلت الزراعةُ وما زالت تشكل المصدرَ الرئيسي للعيش والحياة الكريمة في مدينة العين، حيث استطاع الناس في المنطقة استخدامَ أفكارهم وما يتوافر في البيئة من أجل توفير المياه المناسبة لري محاصيلهم الزراعية. فقد ابتكر الإنسانُ في المنطقة نظامَ الأفلاج لتوزيع المياه بطريقة عادلة على المنازل والمناطق الزراعية. و تعني كلمة الفلج القسمة والنظر والتدبير، كما تعني بالأرض الزراعية أو الماء الجاري (شكل 3 و 4) (1)، ويعرف الفلج اصطلاحا بالجدول المائي الذي ينقل المياه الجوفية على السطح من باطن الأرض (2). ويسمى الفلج في لهجة أهل الإمارات المحلية بـ‹ الفلي› والجمع ‹فلاية› وتعني جدول الماء أو العين الجارية (3).

 

ويقسم الفلج إلى الأجزاء التالية: أم الفلج وهو بئر المياه الجوفية الذي يضخ منه المياه إلى السطح؛ والثقاب وهو كالحفرة الرأسية التي يدخل من خلالها العامل إلى مجرى الفلج للتنظيف والصيانة (شكل 5)، والقنوات السطحية أو العواميد التي منها يتفرع الماء إلى الأراضي الزراعية. حيث يتقسم ماء الفلج عند تقاطعه مع السطح إلى عدة فروع تسمى العواميد ومفردها "عامد" وهي جدران ضيقة تصنع من المواد المتوافرة مثل الحجارة والتي تفرك بمبشور خصل النخل وتسحق حتى تصبح كالمسحوق (4) (شكل 6). في الماضي لم يكن المزارعون يستطيعون صنعَ عامد كامل بل كانوا يقومون بعمل جلبة لكل مترين وبها فتحة على اليمين وأخرى على اليسار وتسمى "الفرشة" (5) (شكل 7). 

 

  ويُوجَد نظام الأفلاج الشبيه بالقنوات المائية أو الجداول المائية في عدد من دول العالم  وخاصة تلك الشبيهة بالأفلاج الداوؤدية بالخليج العربي، ولكل دولة تسميتها الخاصة بها، إذْ يوجد نظام الأفلاج في إيران، والصين، والعراق، واليمن، والأردن، وسوريا، وقبرص، وشمال إفريقيا، وإسبانيا، وأمريكا (6). كما يوجد نظام الأفلاج في أفغانستان، وصحارى، والمغرب واليابان (7). جدول 1 يوضح تسميات الفلج والتي تختلف من مكان لآخر.
 
جدول 1: تسميات الفلج في عدد من دول العالم (8 و 9).
 

الدولة

المسمى

أفغانستان

كاربز

أمريكا اللاتينية

جالرياس، بوكيو

إسبانيا

جالرياس، مايريت

إيران

قناة

إيطاليا

انجروتاتو (مفرد)

انجروتاتي (جمع)

الجزائر

فوغورا

جزر الكناري

جالرياس، مايريت

دول الخليج العربي

فلج (مفرد)

أفلاج (جمع)

ليبيا

فوغورا

سوريا

قناة رومانية

الصين

كاجنج، كاريز

المغرب

كتاره، رتاره

كوريا

ما-نان-بو

اليابان

مامبو، مابو

اليمن

فيليدي، غيل، ميتان

 

وتتميز الأفلاج بأنها تتشابه في التنظيم والإدارة (10)، ولكن قد تختلف في الاتساع، والعمق، ونوعية المياه المتدفقة، والتكوين، والمحتوى، وطبيعة الأرض التي تجري عليها المياه. ويُعزى هذا الاختلاف إلى توافر المياه في الطبقات تحت السطحية الحاملة للمياه، وكميات المياه المتسربة إلى باطن الأرض (11).

 
كما تتميز الأفلاج باستمرارية تدفق المياه على مدار اليوم والعام إلى المزارع دون كلفة أو مجهود بشري بعد الإنشاء، وهو يعطي مردودا اقتصاديا يساعد في تقسيم وتوزيع حصص المساهمين و المالكين (12).
 

وتقسم الأفلاج في دولة الإمارات إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: الأفلاج الغيلية، والأفلاج الداؤودية أو العدية، والأفلاج العينية أو الحضورية (شكل 8، 9 ، 10). وتعتبر المياه السطحية الجارية في أعالي الأودية هي مصدر المياه لفلج الغيلي كفلج الهيلي، وقد سمي هذا النوع من الأفلاج بهذه التسمية لأنها أفلاج موسمية مرتبطة بسقوط الأمطار. بينما مصدر المياه للفلج الداوؤدي هو الخزان الجوفي الضحل أو ما يسمى بأم الفلج كأفلاج مزيد والداوؤدي والبريمي وسارة. ويتميز فلج الداوؤدي بأن مياهه مستمرة في التدفق طوال العام حيث إنها لا تتأثر بسقوط الأمطار، كما أن الأفلاج الداوؤدية لها سواعد أو روافد تصب فيها لتغذية الأراضي الزراعية (13). وتمثل الينابيع الطبيعية مصدرَ الماء للفلج العيني كفلج عين بوسخانة  (14).  


 
 
1 . البحري، 2007.
2 . السليمي، 1997.
3 . الحموز وآخرون، 2008.
4 . مقابلة مع سعيد جمعة فهد، 2006.
5 . بلدية العين، سلطان الكويتي، 2012.
6. Cressey, 1958
7. Al-Ghafri et al., 2000
8. INPIM, 2006
9 . Al- Ghafri et al., 2000
10 . المرجع السابق.
11 .  البحري، 2007.
12 .  العيدروس، 1992.
13 . المرجع السابق
14. الغافري، 2005.

بناء الأفلاج

 
الفلج هو قناة صناعية يبلغ اتساعها 2- 4 أقدامٍ، وفيها تتجمع المياه الجوفية بطريق التسرب ثم تنحدر إلى نهاية القناة. كما تحفر فتحات على طول هذه القنوات بحيث تحسب المسافة بين كل منها بناءً على كمية المياه المتوافرة  (شكل 11). ويراعى عند حفر هذه الفتحات أن تكون من أسفل إلى أعلى وهو ما يسمى بالثقاب. وتمتد هذه القنوات على طول المسافة المراد حمل المياه فيها، ويمكن التعرف إليها بسهولة من العلامة المقامة فوقها والتي تبدو كالتلال وهو موضح في الشكل رقم 12. ومن هذه الفتحة ينزل العمال لصيانة وتنظيف مجرى النفق، وإزالة الرواسب العالقة فيه أو الأتربة الموجودة فيه (شكل 13). كما تستخدم هذه الثقاب كنوافذ لدخول الهواء لتهوية مجرى النفق، وغالبا ما تكون المسافة بين الثقبة والأخرى نحو عشرين مترا ، وذلك يعتمد على مدى انحدار الأرض ونوعية المواد التي يصادفها الحفارون أثناء الحفر. ويتفرع الفلج عند ظهوره في سطح الأرض إلى سواق أو عواميد تتفرع بدورها إلى عواميد ثانوية تعمل لتسهيل وصول المياه إلى المزارع. وتعتبر المناطق القريبة من قاعدة الجبال أنسب الأماكن لحفر الفلج (15).

 

تعتبر قبيلة العوامر من القبائل الشهيرة ببناء الأفلاج وذلك لعنايتها الفائقة ببنائها وصيانتها وقدرتها على العمل الشاق تحت ظروف درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، وقد كان الطلب عليها كبيرا في تلك الفترة إذ قامت ببناء أو توسيع ما يقارب 80% من أفلاج العين وعمان. وتجري معظم أعمال الحفر في الصخور الصماء القوية، لذا ينفرد العوامر عن غيرهم من القبائل وأفراد المنطقة للقيام بهذا العمل الشاق الذي يستدعي استعمال المطرقة والزمبيل، ونتيجة للخطورة التي يواجهها العامل أثناء الحفر كوجود الأفاعي السامة أو سقوط الأحجار أو عدم وجود الإنارة الكافية.  ويتمتع العوامر بقدرة عالية وكفاية في معرفة الينابيع تحت الأرض وذلك لزيادة جريان المياه إلى الأفلاج حيث لديهم القدرة على التعرف إلى أماكن تجمع المياه الجوفية. والجدير بالذكر أن الأهالي لا يتدخلون في شئون العوامر وعملهم، كما أن هؤلاءِ لا يعملون بأجر يومي، وإنما لهم طريقة خاصة في تحديد نفقات الفلج تعتمد على نوع المقطع العرضي للحفر وعمقه ونوعية الصخور ودرجة صلابتها (16).
 

15 . العيدروس، 1992.
16 . العيدروس، 1992.
 

 

النظام الاجتماعي والإداري للأفلاج

 
 
يعتبر نظام الأفلاج في دولة الإمارات ودول شبه الجزيرة العربية منظومة اجتماعية واقتصادية ناجحة، وقد استقر الأجداد بالقرب من مصادر المياه (17). ويعتمد هذا النظام الاجتماعي المتجانس على التوزيع العادل للمياه لكل فرد من أفراد المجتمع. إن العدل في توزيع المياه ساعد في بناء مجتمع متماسك في المنطقة، كما ساعد على تطوير المهارات الحرفية والزراعية لدى الأفراد. ومن مميزات نظام الأفلاج أنه أدَّى إلى زرع روح التعاون بين الأفراد، وأدى أيضا إلى توفير مصدر مالي للأسر. كما ساعد نظام الأفلاج على تأسيس نظام لفض الخلافات والنزاعات بين الأفراد المتصلة بحصص المياه و الصيانة الإجبارية للأفلاج من خلال وضع نظام إداري متكامل يتولى مسئولية الفلج.
 

كما يمثل الفلج مؤسسة اجتماعية لها هيكل إداري وتنظيمي لتسيير عمل المؤسسة، حيث يدار الفلج من قبل الوكيل (المدير) أو بما يسمى "أبو الفلج" (18).  كما أن للفلج قابضا أو أمينَ دفتر، أو ما يسمى حاليا بالمحاسب، والعريف أو المساعد، والعمال أو البيادير. وهناك عريفان أحدهما يتولى الخدمة تحت السطحية للفلج كصيانة النفق أو الثقبة، والآخر يقوم بالخدمة السطحية ويعتني بصيانة قنوات الأفلاج السطحية (شكل 14). ويوجد الهيكل الإداري في الأفلاج الكبيرة، بينما الأفلاج الصغيرة قد تدار بواسطة رجل واحد فقط (19، 20 ، 21).

 
ويعتبر الوكيل كالمدير التنفيذي للفلج، بينما يقوم العريف بالتدقيق على الآبار وأوقات الري، بالإضافة إلى تعريف  الملاك بأنصبتهم وتحديد أوقات دوران المياه. أما القابض فهو المسؤول عن تسجيل كل الأمور المالية الخاصة بالفلج.
 

17 . Orchard & Stanger, 1999
18 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
19 . Sutton, 1984
20 . INPIM, 2004
21 . Al-Ghafri et al., 2000

استخدامات مياه الأفلاج

 
تعتبر مياه الأفلاج مصدرا أساسيا للعيش الكريم، إذْ تستخدم المياه الجارية في قنوات الأفلاج السطحية للاستهلاك الآدمي حيث كانت توزع المياه على المنازل ومن ثم يتم توزيعها على المناطق الدائمة الزراعة للري (شكل 15). وتستخدم معظم مياه الأفلاج للشرب، وما يتبقى يؤخذ للمساجد والاستخدامات الأخرى ومن ثم إلى مناطق الغسيل (22). وهذا التوزيع ساعد المزارعين على توفير كميات من المياه للحالات الطارئة ولفترات الجفاف (23).

ويتم تقسيم وتوزيع المياه في الماضي بمعرفة عريف الفلج بالنجم أو الأثر، ويتم التقسيم من وقت شروق الشمس إلى الغروب ويسمى "باداه"، ومن غروب الشمس إلى شروقها ويسمى أيضا بـ"الباداه". وتقسم الباداه إلى أربعة أرباع ويسمى الربيع، ويقسم الربيع إلى ستة أسداس. وكان لبعض العرب نصيب من الماء يكفي لسقي مزارعه، بينما لا يجد البعض الآخر ما يكفيه لسقي مزارعه فيسقيها من المشارع. والمشارع هو أربع بادات. ويبلغ إيجار البادة الواحدة 48 درهما، وإيجار الربيع 12 درهما، ويؤجر كل سدس بدرهمين. ويقوم عريف الفلج بجمع الإيجار لاستخدامها لتنظيف الفلج والخواضة (24).

 


22 . Al-Ghafri et al., 1999
23 . Wilkinson, 1977
24 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.

صيانة الأفلاج

 
صيانة الأفلاج
 
تعتبر صيانة الفلج قديما من الأعمال الهامة لاستمرارية تدفق المياه في شريعة الفلج وضمان وصول المياه إلى الأهالي والأراضي الزراعية. وعندما تتحرك المياه من باطن الأرض فإن بعض حبيبات الرمل والشوائب تعلق بجزئيات المياه التي قد تترسب مع حركة المياه في الشريعة (شكل 16 و 17). ومع استمرار عملية ترسُّب الرمل مع حركة المياه في الشريعة فإن الفلج يُرْدَمُ، وهذا ما يسمى باللهجة المحلية "طاح الفلج"، وفي هذه الحالة يتم إبلاغ الأهالي بذلك فيقوم الأهالي بتنظيف الفلج. ويحمل العاملون على تنظيف الفلج المسحاة (الشيول) والجفير (وعاء من الخوص لوضع الرمال فيه).
 
كما يقوم عريف الفلج بإحضار التمر والقهوة وإعداد الطعام للعاملين. وبعد الغداء يرجع العاملون مرة أخرى للعمل حتى غروب الشمس، وينام العاملون في موقع الفلج إذا لم ينتهِ العمل من تنظيف الفلج.  ويقوم عريف الفلج بإخبار العرب إذا كانت الرمال خفيفة ودقيقة وهذا ما يسمى "المناداة"، ويسمى في الوقت الحالي "المزايدة"، ويعقد عريف الفلج المناداة من الثقبة وحيث يعطي كل واحد من العرب سعره وتتم ترسية العمل على السعر الأقل. وبعد ذلك يقوم العريف بتسليم الدراهم المتفق عليها للعرب الذين وقعت عليهم الترسية بعد تنظيف الفلج من الرمال الدقيقة وطي الثقاب (25).
 

الخواضة

 
تعرف الخواضة بأنها النزول من أمهات الفلج إلى الشريعة وذلك للكشف عن مجرى الفلج والتعرف إلى أماكن وجود الرمال. ويكون كل فرد مزودا بداس لقص الأوراق وعصا لقتل الثعابين التي يواجهها في مجرى الفلج وسراج للإضاءة (شكل 18) (26)؛ والداس هو المنجل الذي يستعمل في الحصاد (27).
 
طي الثقاب


الثقبة هي فتحة البئر من السطح، وتتم عملية طي الثقاب بالحصى والصاروج الذي يتم إعداده بإحضار جذوع النخل (شكل 19) وعمل الطابوق من الطين ثم يوضع الحصى فوق جذوع النخل ويرص فوقها الطابوق الطيني بحيث يترك فتحة من كل جانب بمقدار قدم واحد ثم يوضع بداخله الزور وسعف النخيل، وتسمى هذا العملية "محرقة الصاروج". حيث إنه في حالة عدم توافر الهواء المناسب، يتم إشعال النار من الجهات الأربع، وبعد مرور أربعة أيام يتم رشها بالماء من الخارج وينقى الطين الذي لم تصله النار ويفصل عنها. كما يتم طحن الطابوق الطيني المحروق على خشب مربع من شجر السمر ويخلط مع الحصى أو النورة ويسمى الخليط "الصاروج". وبعد المزج يصبح الخليط أقوى من الأسمنت لأن مكوناته من مكونات الأرض التي لا تتأثر بالحرارة أو البرودة (28).
 

 


25 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
26 . نفس المرجع السابق.
27 . الحموز وآخرون، 2008.
28 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.

الأفلاج في مدينة العين

 

تنتشر الأفلاج في مدينة العين، مدينة الواحات (شكل 20)، ونظرا لانتشار الأفلاج في مدينة العين فقد أطلق عليها مدينة الأفلاج السبعة، والأفلاج الرئيسية السبعة هي العيني، الداوؤدي، والمعترض، والمويجعي، والجيمي، والقطارة، وهيلي. وبذلك تكون مدينة العين هي المدينة التي تضم العدد الكبير من الأفلاج في دولة الإمارات. وقد ارتبط وجود الأفلاج بواحات العين، حيث إن الأفلاج تغذي الواحات بالمياه. ففلجي العيني والداوؤدي يغذيان واحة العين. بينما يغذي واحاتِ المعترض والمويجعي والجاهلي والجيمي، والقطارة والهيلي أفلاجُ المعترض والمويجعي والجاهلي والجيمي، والقطارة والهيلي على التوالي (29).

 
 وقد اكْتُشِفَ نظامُ الأفلاج واستُخدِمَ لأغراض الري منذ أكثر من ألف سنة، إذْ تم اكتشاف قناة ري رئيسية لفلج قديم بالقرب من أحد المواقع الأثرية القريبة من حديقة هيلي، يعود تاريخها إلى النصف الأول من الألف الأولى قبل الميلاد (30). ويتركز وجودُ الأفلاج بالعين بالقرب من المناطق الزراعية والواحات، وذلك لدعم الأنشطة الزراعية في المنطقة. وهذا بدوره أدى إلى تنشيط حركة تبادل التجارة في المنطقة. وقد ارتبطت نشأة الأفلاج واستخدامها في الري بنشأة المباني التاريخية. فقد شيد الحكام المتعاقبون مجموعةً كبيرة من الحصون والقلع والأبراج لحماية الموارد المائية والأراضي الزراعية (31). وتقع معظم أفلاج العين إلى الشمال من جبل حفيت، بينما توجدُ الأفلاج العينية والداوؤدية في منطقة العين في شمال شرق جبل حفيت. وتقع هذه الأفلاج في السهول الحصوية بالقرب من المناطق الجبلية حيث مناطق التغذية الرئيسية التي تستقبل كميات أكثر من الأمطار والتي تُغَذِّي الخزانات الجوفية في المنطقة.
 

يوجد في العين ما يقارب الـ 300 فلجا إلا أن معظمها جَفَّ (32)، وقد سُجِّل في الوقت الحالي  سبعة وعشرون فلجا (33، 34 و 35)، وهي التالي:  عين بوسحانة، والهيلي، والراكي، والغشابي، والمعتلج، والهنيامي، والخزامي، وأم المدر، والمويجعي، والمعترض، والقطارة، والجيمي، والعيني (الصاروج)، والداوؤدي، والمسعودي، والجاهلي، والبريمي، وفلج هزاع، ومزيد، وصاع، والسره، ووادي الحمام، ووادي الجبيب، والمازمي، وصعره، والكويتات، ومدينة ألعاب وهيلي. ويتراوح عمق الأفلاج التي حفَرَهَا الأجدادُ بين 90 و 95 قدما من سطح الأرض من خلال الثقوب الرأسية (الآبار)، والتي تتصل في العمق عند النبع من خلال الثقوب الأفقية والتي تعرف بـ"السل".  كما تتصل الآبار بعضها ببعضٍ تحت سطح الأرض لتبدو كنهر يجري داخل قبو صخري ويمتد عدة كيلومترات. يبدأ مجرى الفلج من منبع الفلج (أمهات الفلج) حتى مكان ظهور الماء على السطح (الشريعة)، ويتحرك الماء حسب ميل الأرض، بينما يتحرك الماء تحت سطح الأرض في طريف ملتف ويدور مساره كل مسافة وذلك لجعل حركة المياه معتدلة ذات دفع قوي. ويتحرك الماء من باطن الأرض إلى الشريعة في وسط المناطق الزراعية، ويتراوح منسوب الماء في الشريعة من 1.5 قدما إلى قدمين ويزداد المنسوب بعد تساقط الأمطار (36).  وتتحرك مياه أفلاج المعترض، والمويجعي، والجيمي والقطارة من الشرق إلى الغرب. بينما تسري مياه فلج الهيلي من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وفلج الداوؤدي من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.

أما فلج عين بوسخانه فيتحرك من الجنوب إلى الشمال ويتحرك فلج مزيد  من الشمال إلى الجنوب (37و 38).
 
 
وتوجد أمهات فلج العيني بالقرب من أم سديرة جنوب مزرعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان من الغرب، وكانت أمهاته بالسابق في منطقة المراغ، أما فلج الداوؤدي فتوجد أمهاته في غرب مزرعة السيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وكانت أمهاته من قبل في منطقة أمهات الداوؤدي في جنوب شرق مدينة العين. وتوجد أمهات فلج المعترض عند شرطة المربعة القديمة (بالقرب من سجن المربعة)، بينما توجد أمهات فلج المويجعي في شرق مزرعة المرحوم عبدالله بن غنوم بجوار الجوازات القديمة في منطقة حميرة بوسط المدينة.  كما توجد أمهات فلج الجاهلي بجوار قسم الصيانة لدائرة الزراعة من الشرق ويمر بمزرعة الشيخ أحمد بن حامد، أما فلج الجيمي فتوجد أمهاته بالقرب من مزرعة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من جهة الشمال الشرقي ويمر بولاية البريمي بسلطنة عمان.
 
وتوجد أمهات فلج القطارة بالقرب من مصنع الطابوق إلى الجنوب من مدينة صعراء بولاية البريمي بسلطنة عمان، بينما توجد أمهات فلج هيلي في شرق الفوعة حتى هيلي. كما توجد أمهات فلج مزيد في مساقي منطقة مزيد إلى الشمال الشرقي، بينما توجد أمهات فلج صاع من مزارع صاع إلى جهة الشرق حتى ردة صاع في حدود عمان. ويتراوح  عمق الفلج عند أمهات الفلج من 90 إلى 95 قدما (39).  ويبين جدول 2 طول وعرض بعض أفلاج مدينة العين، حيث تتراوح الأطوال من 2000  في فلج مزيد إلى 15000 مترا في فلج الصاروج، بينما يتراوح العرض من 0.65 في فلج الهيلي  إلى 1.2 مترا في فلج عين بوسخانة. ويعتبر فلج الصاروج من أطول الأفلاج الذي يروي مساحة من مزارع النخيل، وتوجد أمهاته بالقرب من أم سديرة إلى الجنوب من مزرعة الشيخ حمدان بن زايد من الغرب، وقد كان منبعه السابق في منطقة مراغ (40 و 41). كما يبين جدول 3 طول مسارات الأفلاج في مدينة العين والتي تتراوح من 393 في ساعد فلج الراكي إلى 8370 مترا في فلج العيني (42).
 
جدول 2 - طول وعرض بعض الأفلاج المسجلة في منطقة العين.
 

الفلج 

العرض (بالمتر)

الطول (بالمتر)

عين بوسخانه

1.2

3000

الهيلي

0.65

10000

العيني (الصاروج)

0.8

15000

الداوؤدي

0.8

7000

البريمي

1

9000

مزيد

0.75

2000

السرة

0.95

6500

 
 
جدول 3 - طول مسارات بعض أفلاج مدينة العين.
 

الفلج

طول مسارات الفلج (بالمتر)

العيني (الصاروج)

8370

الداوؤدي

5100

المعترض

3615

الجاهلي

3053

المويجعي

3767

الجيمي

4972

الهيلي

7284

الراكي

7198

ساعد فلج العيني

2380

ساعد فلج الراكي

393

 
 
وتغذي الأفلاجُ بمدينة العين الواحاتِ المرتبطة فيها بالمياه الكافية لزراعة النخيل، حيث يصل عدد النخيل المرتبطة بفلجي العيني والداوؤدي إلى 75171 نخلة. ويغذي فلج الجيمي ما يقارب 80713 نخلة. بينما يغذي فلج المويجعي نحو 5351 نحلة، وتغذي أفلاج العين الستة العيني، والداؤودي، والمعترض، والجيمي، والقطارة، وهيلي ما يقارب 270339 نخلة (انظر جدول 4). وتتفاوت عدد الثقاب الخاصة بكل فلج، حيث تتراوح عدد الثقاب من 490 ثقبة إلى 9 ثقاب لكل من فلج العيني وفلج القطارة على التوالي. كما تختلف الطاقة الإنتاجية للآبار المرتبطة بالأفلاج من 900,000 جالون في اليوم الواحد لآبار فلج  الهيلي إلى 36,000 جالون باليوم الواحد لآبار فلج القطارة (انظر جدول 5) (43).
 
جدول 4 - عدد المزارع و النخيل والآبار المرتبطة ببعض أفلاج مدينة العين.
 

الفلج

عدد أشجار النخيل

عدد المزارع

منطقة الواحات (بالمتر المربع)

العيني

75171

538

أفلاج العيني والداوؤدي يغذيان مساحة مشتركة تبلغ 13085678 متر مربع

الداوؤدي

مرتبطة بفلج العيني

مرتبطة بفلج العيني

أفلاج العيني والداوؤدي يغذيان مساحة مشتركة تبلغ 13085678 متر مربع

المعترض

9245

141

507089

الجيمي

80713

183

1053937

الهيلي

54145

249

1123457

القطارة

45714

215

704495

المويجعي

5351

9

 

المجموع

270339

1335

5002003

 
 
جدول 5 - عدد الثقاب والآبار وقدرتها الإنتاجية لبعض أفلاج العين.
 

الفلج

عدد الثقاب

عدد الآبار

القدرة الإنتاجية (جالون/اليوم)

العيني

490

13

300000

الداوؤدي

188

15

350000

المعترض

17

16

330000

الجيمي

27

6

140000

الهيلي

86

43

900000

القطارة

9

2

36000

المويجعي

29

6

180000

المجموع

846

101

2184000

 
 
وقد أولى حكام العين السابقون اهتماما كبيرا للري في منطقة العين، حيث قام الشيخ زايد بن خليفة بإعادة بناء وتوسعة فلجي الجاهلي والمويجعي، وقد استغرق العمل في فلج المويجعي قرابة عامين كاملين. بينما قام ابنه الشيخ خليفة بن زايد ببناء فلج المسعودي (44)، ونهض نظام الري باستخدام الأفلاج بالدور الكبير في إدراج مدينة العين في قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونسكو في يونيو عام 2011 (45).
 

29 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
30 . جريدة الخليج، العدد 11660، 2011.
31 . هيئة أبوظبي للسياحة والآثار، 2013.
32 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
33 . Rizk, 1998
34 . بلدية العين، 2004.
35 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
36 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
37 . Rizk, 1998
38 . Al Nuaimi, 2003
39 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
40 . Rizk, 1998
41 . هيئة البيئة – أبوظبي، 2006.

42 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.
43 . بلدية العين، 2012.
44 . العيدروس، 1992.
45 . مجلة ناشيونال جوغرافيك العربية، العدد31، 2013.

 

دور الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله في الحفاظ على الأفلاج

بذل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الجهد العظيم أثناء توليه مسؤوليته كممثل للحاكم في العين من أجل حياة كريمة للمواطن، وقد اهتم بتوفير الكميات المناسبة من المياه للعين حيث كانت المياه في ذلك الوقت تباع بثمن باهظ. ومن أجل ذلك قام رحمه الله بتطوير وتشييد الأفلاج التي لم تحظَ بالتطوير منذ زمن خليفة بن زايد الأول (46 و 47).

 
وقد تعرضت أفلاجُ العين في فترة من الزمن للتدمير والدفن بسبب النزاعات القبلية التي كانت سائدة آنذاك، وكان يطلق على الفلج بالفلج الميت عندما تمتلي قنواته السطحية بالطمي الذي قد يحد من حركة المياه (48).
 
وقد اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بصيانة الأفلاج القديمة وحفر آبارا جديدة لها، كما عمل على شق أفلاج جديدة من أجل توفير المياه للناس وللحيوان أيضا، وذلك عند ما قام عام 1952 بإنجاز الثقاب (49).
 
وبرز دور المغفور له في تطوير الأفلاج عندما كان بنفسه يُحدد ثقاب الأفلاج ويأمر بحفرها وتوصيلها بالمجرى الرئيسي للأفلاج الميتة (50). كما اتسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بالخبرة والفطنة والذكاء، وتمثل ذلك في تحديده لأماكن المياه الجوفية تحت أقدام الجبال (51). وقد تابع  المسئولون البريطانيون إنجازات الشيخ زايد وكتبوها في تقاريرهم الدورية لحكومتهم، إذْ أشار تقرير المقيم البريطاني المؤرخ بـ 31/3/1957 إلى أن أحد المسؤولين عندما زار العين تفقد الأفلاج، وأشار نفس التقرير إلى أن الشيخ زايد قام بإصلاح اثنين من الأفلاج الثلاثة لزيادة تدفق المياه عبر تنظيف الثقاب وتوسيعها (52). كما قد كتب إداورد هندرسون مبعوث شركة نفط العراق الذي زار العين في 27 من مارس 1960 يقول: ‹‹أنفقت الحكومة البريطانية قرابة 5000 جنيه على تنظيف الأفلاج ولكن الشيخ زايد أخذ يقوم بأعمال حفر بحثا عن منابع جديدة إضافة إلى القيام بمزيد من أعمال التنظيف، وهذا يمتص مبالغ طائلة، وأعتقد أن زايد ربما كان ينفق زهاء 50 ألف روبية في السنة منذ العام 1955›› (53). ونتيجة لذلك  أصبح بالإمكان ري مزارع المويجعي بالكامل كل ثلاثة أسابيع بعد أن كانت تروى مرة كل خمسة أسابيع (54).
 
كما ذكر رانوب أحد المسؤولين البريطانيين الذي زار العين في نوفمبر من عام 1958: "كان هناك الكثير من الكلام حول جهود الشيخ زايد المستمرة لتحسين أفلاج العين، وقد توجهنا بالسيارة إلى قرب المنبع الذي غرز فيه زايد في فترة سابقة من هذه السنة أربعة ثقابات لتحسين مجراه، وهنا التقيت بسلطان العامري ملاحظ عمال الشيخ زايد، فأرانا ثقابين إضافيين يجري غرزهما في تلك اللحظة" (55). كما قد ذكر أحمد قاسم البوريني  وهو أحد المدرسين الذي روى مشاهداته عن الإمارات خلال الفترة  من 1953-1955 أن العين تمدها قناتان (فلجان)، وأشار إلى أن القناتين اللتين تمدان الجيمي والقطارة تمران تحت أجزاء من الحلة وحماسة (56). وقد وفَّر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان المال الكافي لحفر وبناء الأفلاج، إذْ تكفل بستين ألف روبية  لبناء فلج العين، كما بينت مراسلات الشيخ زايد إلى أخيه الشيخ شخبوط بن سلطان عن طريق موفده أحمد بن محمود. وتكفل أيضا بخمسة وسبعين ألف روبية لبناء فلجي العيني والداوؤدي (57)
 
 
وقد أثمرت جهود المغفور له الشيخ  زايد بن سلطان في اهتمامه بتوفير العيش الكريم لأهل العين  بحفر فلج الصاروج (العيني) حيث بدأت أعمال الحفر فيه عام 1948 واستغرق العمل فيه ما يقارب ثمانية عشر عاما (58).  وأدى ذلك إلى زيادة تدفق مياه الفلج بمقدار الثلث عن التدفق السابق، مما قلَّصَ دورة الري إلى النصف. فبعد أن كان شجر النخيل يُروى كل ستين يوما، أصبح يروى كل  ستة وثلاثين يوما . وكان الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله يشجع الأهالي على تنظيف وتطهير الأفلاج القديمة، وكان يزودهم بالمضخات والأدوات اللازمة لاستصلاح الأراضي الجديدة  والزراعة (59).
 
وتجلى اهتمام المغفور له بالأفلاج عندما أحضر متخصصين في حفر الأفلاج من قبيلة العوامر بسلطنة عمان، كما كان ينزل بنفسه في بئر الفلج لفحص صلاحيته (60). وكان يشرف بنفسه على صيانة الأفلاج حيث إنه نزل في أحد الآبار أثناء تنظيف وصيانة أحد الأفلاج، كما كان يقوم بتشجيع العاملين من خلال تقديم الطعام والشراب للعاملين على الفلج (61). وكان لحفر الأفلاج وصيانتها إيجابيات كثيرة انعكست على الأهالي، حيث أصبح الماء مجانا لجميع الناس بعد أن كانوا يدفعون ضريبة (62). كما ألغى المغفور له الشيخ زايد نظام الحصة المطبق في نظام الأفلاج، بل قام بتوظيف أشخاص برواتب يقومون بري الأراضي الزراعية بالعدل والتساوي بين جميع فئات المجتمع (63).
 

وتمثل اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بالأفلاج بحفر الآبار والسلول عن طريق قسم الأفلاج ببلدية العين حيث تم تعيين لجنة للإشراف والصيانة، كما تم تعيين مراقبين وعمال للقيام بري مزارع النخيل  (64).


46 . الكعبي، 2008
47 . مجلة العين، العدد 53، 1993.
48 . مجلة تراث، العدد 69، 2004.
49 . مجلة الظفرة العدد47، 2011.
50 . الكعبي، 2008.
51 . مجلة العين، العدد 53،1993.
52 . الفارس 1، 2012.
53 . مختارات من أهم الوثائق البريطانية، 148906/F0371، مجلد 3، ص 304.
54 . الفارس 1، 2012.
55 . مختارات من أهم الوثائق البريطانية، 1016/F0647، مجلد 3، ص 301.
56 . الفارس 2، 2012.
57 . المركز الوطني للوثائق والبحوث، وثائق الأفلاج 1965 م و 1384 هجرية.
58 . المهيري، 2002.
59 .  العيدروس، 1992.
60 . مجلة تراث، العدد 69، 2004.
61 . مجلة الرجل اليوم، العدد 12، 2005.
62 . الكعبي، 2008.
63 . جريدة الخليج، العدد 11569، 2011.
64 . بلدية العين، مقابلة مع سلطان الكويتي، 2012.

المشكلات التي تواجه نظام الأفلاج في منطقة العين

اعتمد نظام الأفلاج على الخزان الجوفي الضحل القريب من سطح الأرض، ولذى فإنه مع السحب الكبير للمياه الجوفية وقلة تغذية الخزان الجوفي بواسطة الأمطار، قلَّ تدفق مياه الأفلاج، وتردَّت نوعية المياه. ويرجع هذا إلى زيادة الطلب على المياه الناتج من الأنشطة الزراعية والأنشطة الأخرى بالإضافة إلى النمو السكاني للمنطقة. ونتيجة للتطور الاقتصادي الذي شهدته ومازالت تشهده الدولة، فإن أغلب المزارعين اتجه إلى الوظائف الأسهل وذات الدخل العالي، وهذا بدوره أدى إلى الاستعانة بالعمالة الوافدة للصيانة وخدمة الأفلاج، واتجهت فئة أخرى من المزارعين إلى استبدال نظام الأفلاج بماكينات الضخ الكهربائية أو التي تعتمد على الديزل لضخ المياه الجوفية وري الأراضي الزراعية. وقد أدت النهضة العمرانية والاقتصادية التي تشهدها مدينة العين إلى تحويل مساحات من الأراضي الزراعية إلى أراضٍ عمرانية. كما اقتصرت المعرفة والدراية بنظام الأفلاج على كبار السن والأجداد، أما الجيل الحالي فقد أهمل المعرفة بنظام الأفلاج (66).

66 . Murad, 2010

المراجع

المراجع العربية:

-    البحري، سالم بن سعيد (2007). الأفلاج وأهميتها في سلطنة عمان. مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت.
-    بلدية العين (2004).  أفلاج العين وواحاتها. قسم الوقاية والمختبر، إدارة الحدائق العامة.
-    بلدية العين، مقابلة أو اتصال شخصي –سلطان أحمد الكويتي، 2012. 
-    بلدية العين (2012). عرض بعنوان: "بيانات حول أصول واحات مدينة العين وأفلاجها، قسم الأفلاج والواحات .
-    جريدة الخليج (2011). استراحة الأسبوع، ص 6، العدد 11569، الجمعة 17 صفر 1432 هجرية الموافق 21 يناير 2011.
-    جريدة الخليج (2011). استراحة الأسبوع، ص6، العدد 11660، الجمعة 18 جمادي الأولى 1432 هجرية الموافق 22 ابريل 2011.
-    الحموز، ع.، القيسي، ف.، الجابري، ش. (2008). معجم ألفاظ لهجة الإمارات وتأصيلها. مراجعة: محمد المر، الطبعة الأولى، إصدارات مركز زايد للتراث والتاريخ.
-    السليمي، محفوظ بن عبدالله (1997). تنظيم وإدارة الأفلاج في سلطنة عمان. معهد الإدارة العامة، مسقط.
-    العيدروس، محمد حسن (1992). الأفلاج في مدينة العين. دار المتنبي للطباعة، أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.
-    الغافري، ع (2005). الأفلاج العمانية. مجلة نزوى، اكتوبر، العدد 44، ص 11-20.
-    الفارس ، محمد فارس 1 (2012). زايد في الوثائق البريطانية، المجموعة الطباعية، الطبعة الثالثة.
-    الفارس، محمد فارس 2 (2012). رحالة وسياسيون زاروا الإمارات والخليج قبل النفط، الطبعة الأولى.
-    الكعبي، هلال حميد بن ساعد (2008). عبقرية زايد في الزراعة والبيئة – دراسة تاريخية لعبقرية زايد في الزراعة والبيئة. الطبعة الأولى، مطبعة الإمارات، دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.
-    مجلة تراث (2004). العدد ،69، أغسطس، دولة الإمارات العربية المتحدة.
-    مجلة الرجل اليوم (2005). حارسا الأفلاج. العدد 12، يونيو، ص 163-168، دولة الإمارات العربية المتحدة.
-    مجلة الظفرة، الجذور التاريخية لقبائل المنطقة الجنوبية الشرقية (العين وما وراها) – عبدالله بن محمد المهيري، ص 60 -67، العدد 47، 2011، دولة الإمارات العربية المتحدة.
-    مجلة العين (1993). العدد 53، دولة الإمارات العربية المتحدة، ديسمبر 1993.
-    مختارات من أهم الوثائق البريطانية، 148906/F0371, تقرير هندرسون حول تطوير العين على يد الشيخ زايد، من دار المعتمد البريطاني في أبوظبي 27/3/1960، مجلد 3، ص 304.
-    مختارات من أهم الوثائق البريطانية، 1016/F0647، تقرير من أي. ار. رانوب، دار الاعتماد السياسي، أبوظبي، 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1958، مجلد 3، ص 301.
-    مجلة ناشيونال جوغرافيك العربية (2013). أفلاج الجزيرة العربية، المجلد الثامن، العدد 31، أبريل 2013، ص64-75.
-    المركز الوطني للوثائق والبحوث، وثائق الأفلاج لعام 1965، و عام 1384 هجرية.
-    المهيري، فاطمة سهيل (2002). زايد من العين إلى أبوظبي: مسيرة صنعت التاريخ. مجلة تراث، العدد 45،أغسطس، ص 16-24.
-    هيئة أبوظبي للسياحة والآثار، معلومات عن الواحات في العين، 2013.
-    هيئة البيئة – أبوظبي (2006). الأوضاع الحالية للأفلاج في منطقة العين- الإمارات العربية المتحدة. تقرير داخلي غير منشور. 


المراجع الأجنبية:

-    Al-Ghafri, A. S.; Norman, W. R.; Inoue, T. and Nagasawa, T. (1999). Traditional irrigation sechuleing in aflaj irrigation systems of Oman: Case study of Falaj Al-Hageer, Northern Oman. Proceeding of the First International Symposium on Qanat, Volume IV, pp. 37-42, Ministry of Energy, Yazd, Iran, May 8-11, 1999.
-    Al-Ghafri, A. S.; Inoue, T. and Nagasawa, T. (2000). The way of water distribution. The XIV Memorial CIGR World Congress, November 28 – December 1, 2000, Tsukuba, Japan, pp. 1128-1133. Sponsored by International Commission of Agricultural Engineering (CIGR) and Science Council of Japan.
-    Al-Nuaimi, H. S. (2003). Hydrogeological and geophysical studies on Al Jaww Plain, Al Ain area, UAE. UAE University, Faculty of Graduate Studies, M.Sc in Water Resources, Master thesis.
-    Cressey, G. B. (1958). Qanat, Karez and Foggaras. Geographical Review, 48, pp. 27-44.
-    International Network on Participatory Irrigation Management (INPIM). (2004). Aflaj irrigation systems.
http://www.inpim.org/leftlinks/FAO/Newsletters/N12/n12a9
Date of log on:  21/5/2006.
-    Ministry of Regional Municipalities, Environment and Water Resources
(MRMEWR). (2001). Aflaj inventory project summary report, Muscat, Oman.
-   Murad, A. A. (2010). Water management using falajs (man-made streams). Ovidius University Annals Series: Civil Engineering, Volume 1, Issue 12, June 2010, pp. 327-334.
-    Orchard, J. and Stanger, G. (1999). Al-Hajar Oasis Towans Again. Iraq, Vol. LXI, pp. 89-119.
-    Rizk, Z. E. (1998).  Falajes of United Arab Emirates: geological setting and hydrogeological characteristics. The Arabian Journal for Science and Engineering, Vol. 23, No. 1C, pp. 3-25.
-    Sutton, S. (1984). The falaj a traditional co-operative system of water management. Waterlines, Vol. 2, No. 3.
- Wilkinson, J. C. (1977). Water and tribal settlement in South-East Arabia. Clarendon Press, Oxford