كانت القلعة بمنزلة مركز للحكم، فيها يجلس الحاكم وإلى جواره يجلس شيوخ القبائل ورؤساء العشائر والعاملون في ( البرزة) ومنهم: الكاتب، وكاتم سر الحاكم، وكان يلقب بالكيتوب، و(المزكي) أي صاحب الخزينة، القائم على إدارة مالية الحاكم؛ لهذا نجد القلعة مزودة بقاعات كبيرة تتسع لعدد كبير من الناس. تقع العين على ملتقى شبكة من الطرق التجارية الداخلية، فهي تتوسط المسافة بين دبي وصحار ومسقط ومزيد، والشويب وأبوظبي، لهذا اضطلعت القلعة بدور تجاري هام، فقد وفرت الأمن للقوافل التجارية المارة بتلك المناطق، وسهلت التنقل بين أجزاء البلاد، كما وفرت محطات آمنة لراحة لتلك القوافل. لم يقتصر دور القلعة على كونها حصنا ولكنها نهضت أيضا بدور المحكمة، حيث كان الفصل في القضايا من اختصاصات الحكام من شيوخ آل نهيان، ويذكر لنا الكثير من الرحالة الأوربيين مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في القلعة، إذْ كان يستمع إلى المتخاصمين في هدوء ويحكم بينهم، ويخرج من عنده المتخاصمون وهم في رضى تام. وكان الحاكم يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية، والعادات والتقاليد، والأعراف القبلية السائدة، ثُمَّ اجتهاده الشخصي فيما يُعرض عليه من قضايا. اضطلعت القلعة بدور مركز الشرطة، فقد وفرت الأمن القومي أو الأمن العام لسكان المنطقة والمناطق القريبة منها، حيث كان السكان يلجؤون إليها وقت الخطر، ووقت تعرضهم لهجوم من قِبَل آخرين، لهذا نجدها مزودة بمساحة فسيحة لإيواء اللاجئين إليها مهما زاد عددهم، كما أنها مزودة بحجرات كثيرة لتخزين الغلال والطعام الكافي لإطعام اللاجئين إليها في أوقات الخطر، كما أنها دائما ما تكون مزودة بالماء، وهكذا وفرت القلعة أمناً قوميًّا للسكان. كانت مدينة العين بشكل عام تستخدم كمصيف لأهل إمارة أبو ظبي، وكانت رحلة المصيف تسمى البداه، أي رحلة الاصطياف، وبعد موسم الصيف يعودون إلى أبوظبي في رحلة يطلق عليها اسم الحضارة، وكان ضيوف الحاكم من عِلْيَة القوم يحلون عليه في قلعته، ومكان إقامته، فكانت (برزة الحاكم) أي مضيفته هي ملتقى العِلْيَة، وقد ساهمت نفقات هؤلاء المصطافين في توفير الانتعاش داخل مدينة العين. كانت القلعة هي مركزَ إدارة النشاط الزراعي في منطقة العين، وتقع القلعة في الصحراء ملاصقة لواحة العين أكبر مركز للإنتاج الزراعي حيث كانت أراضي الحكام وشيوخ القبائل وتجار اللؤلؤ، وكان التخطيط للإدارة الزراعية يتم في القلعة، فمثلا خطط المغفور له الشيخ زايد بن سلطان لحفر فلج الصاروج بقلعة المويجعي، واستمر يشرف بنفسه على الحفر لمدة طويلة ويتابعه من قلعة المويجعي، وكان يقوم بالزراعة عُمَّالٌ بالأجر يسمون البيادر، بينما كان المحصول يخزن بالقلعة ويستخدم لخدمة أهل المنطقة ونجدة المحتاج أو يوزع وفقا لظروف كل عام. بدأت بوادر التطور المالي عام 1939م حين وقعت أبوظبي اتفاقا مع بريطانيا يسمح بهبوط وإقلاع الطائرات في مطار أبوظبي مقابل رسوم تدفع للإمارة، وكان ذلك أول دخل نقدي يدخل للإمارة من الخارج بعد انقطاع دخلها من تصدير اللؤلؤ، ثم وقعت الإمارة أول امتياز نفطي عام 1939م مع شركة بترول الساحل المتصالح، نصت على أن تدفع الشركة 300 ألف روبية بعد شهر، ومبلغ 200 ألف روبية سنويا، وبدأت القلعة في توزيع المعونات على السكان التي بدأت بشكل محدود ثم توسعت بعد تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان حكم البلاد، وتوقف دورها الإداري والاقتصادي والاجتماعي بعد بناء الدولة الحديثة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971م.
4 . أحمد رجب محمد علي رزق، مدخل إلى التراث المعماري والعسكري في دولة الإمارات العربية المتحدة،ط1، 2004، ص19.
5 . بيتر شيهان، لمصلحة السلام العام – التطوير المعماري لقلعة الجاهلي، ودورها في إطار سياسة الشيخ زايد بن خليفة بالعين، مجلة ليوا، السنة الرابعة، العدد السابع، يوليو 2012، ص45.
6 . د. يحيي محمد محمود (وآخرون)، زايد في العين، معجزة قاهر الصحراء، بن حم، العين، 2005، ص 84.
7 . د. احمد رجب محمد علي رزق، طرز العمائر الحربية في منطقة الإمارات، حوليات مركز البحوث والدراسات التاريخية، جامعة القاهرة، يناير 2002، ص 21.
8 . أحمد رجب محمد علي رزق، مدخل إلى التراث المعماري والعسكري في دولة الإمارات العربية المتحدة، ط1، 2004، ص19
9 . محمد مدحت جابر الخليل، العمران التقليدي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مركز زايد للتراث والتاريخ، ط1، 2000، ص 173.
10 . د. حمد بن صراي، المدافع القديمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، المساحة العسكرية، أبو ظبي، 2004، ص33.
11 . دار الهلال، أبو ظبي، د.ت، ص65.
فتح باب الخير في باب العلا حل فيه السعد بالعليا المنيفه
وبحساب الجمل نستنتج أن تاريخ الإنشاء هو 1316هـ الموافق 1898م (13). ويدعم ذلك التاريخ ما ذكره بيرسي كوكس في رحلته إلى العين عام 1905، حيث ذكر أنه زار الجاهلي التي بنيت قبل ذلك التاريخ بست سنوات(14) ، ويذكر لوريمر عام 1906 أن الجاهلي تطور تحت حكم الشيخ زايد بن خليفة(15) ، وأولى الصور التي التقطت لها هي التي التقطها الفريد ثيسنجر في رحلته إلى العين عام 1948م، رغم أنه لم يشر لها في كتابه الشهير "الرمال العربية" إلا أن الصور محفوظة في متحف "بت ريفرز" بجامعة أُكسفورد، وتعد الفترة من 1955-1971 هي أكبر فترة يتوافر فيها صور القلعة قديماً، حيث كانت القلعة مقرا لقوة كشافة ساحل عمان، والتقط الضباط العديد من الصور للقلعة التي تغطيها طوال تلك الفترة، كذلك استخدم الملحق الشرقي من القلعة كمهبط للطائرات المروحية (الهليكوبتر)، ولذلك تتوافر الصور الجوية للقلعة التي التقطها الضباط ونُشر بعضُها (16) ، وتشير تلك الصور إلى تطابق شكل القلعة وموقعها مع مكوناتها في تلك الفترة.
يوجد مدخل القلعة بالجدار الجنوبي، حيث يوجد درج للدخول للقلعة، ويتوسط البناء فناء مكشوف مُبلَّط بالحجر، مما يدل على أنه كان مُعَدًّا للاستخدام كمخزن للمعدات أو للأغذية وقت الحاجة، وتفتح عليه القاعات المختلفة في أشكالها ومساحتها بفتحاتٍ بعضُها معقود بعقود نصف دائرية، وبعضُها عليه أحجبة من الخشب المزخرف زخارف هندسية مختلفة، وتعلو القاعات المطلة على الصحن شرفات مثلثة، وفتحات للبنادق، ومزاريب من جذوع النخل لتسريب مياه الأمطار حتى لا تتجمع في أسقف القاعات، وجميع قاعات القلعة مسقوفة بجذوع النخل والجص.
تقع العين على ملتقى شبكة من الطرق التجارية الداخلية، فهي تتوسط المسافة بين دبي وصحار ومسقط ومزيد، والشويب وأبو ظبي، لهذا نهضت القلعة بدور تجاري هام، فقد وفرت الأمن للقوافل التجارية المارة بتلك المناطق، وسهلت التنقل بين أجزاء البلاد، كما وفرت محطات آمنة لراحة لتلك القوافل.
وكان الحاكم يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية، والعادات والتقاليد، والأعراف القبلية السائدة،ثُمَّ اجتهاده الشخصي فيما يعرض عليه من قضايا.
اضطلعت القلعة بدور مركز الشرطة، فقد وفرت الأمن القومي أو الأمن العام لسكان المنطقة والمناطق القريبة منها، إذْ كان السكان يلجؤون إليها وقت الخطر، ووقت تعرضهم لهجوم مِن قِبَل آخرين، لهذا نجدها مزودة بمساحة فسيحة لإيواء اللاجئين إليها مهما زاد عددهم، كما أنها مزودة بحجرات كثيرة لتخزين الغلال والطعام الكافي لإطعام اللاجئين إليها في أوقات الخطر، كما أنها دائما ما تكون مزودة بالماء، وهكذا توفر القلاعُ الأمنَ القومي للسكان.
كانت مدينة العين بشكل عام تستخدم كمصيف لأهل إمارة أبوظبي، وكانت رحلة المصيف تسمى البداه، أي رحلة الاصطياف، وبعد موسم الصيف يعودون إلى أبوظبي في رحلة يطلق عليها اسم الحضارة، وكان ضيوف الحاكم مِن عِلْيَة القوم يحلون عليه في قلعته، ومكان إقامته، فكانت (برزة الحاكم) أي مضيفته هي ملتقى العِلْيَة، وقد ساهمت نفقات هؤلاء المصطافين في توفير الانتعاش داخل مدينة العين.
بدأت بوادر التطور المالي عام 1939م حين وقعت أبوظبي اتفاقا مع بريطانيا يسمح بهبوط وإقلاع الطائرات في مطار في أبو ظبي مقابل رسوم تدفع للإمارة، وكان ذلك أول دخل نقدي يدخل للإمارة من الخارج بعد انقطاع دخلها من تصدير اللؤلؤ، ثم وقعت الإمارة أول امتياز نفطي عام 1939م مع شركة بترول الساحل المتصالح، نصت على أن تدفع الشركة 300 ألف روبية بعد شهر، ومبلغ 200 ألف روبية سنويا، وبدأت القلاع في توزيع المعونات على السكان التي بدأت بشكل محدود، ثم توسعت بعد تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان حكم البلاد، وتوقف دورها الإداري والاقتصادي والاجتماعي بعد بناء الدولة الحديثة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971م.
كما تتمتع منطقة المويجعي بجو الصحراء، وتصلها المياه من خلال فلج المويجعي، وتمده المزارع الملاصقة للسور الغربي (23) بكافة الاحتياجات الغذائية.
وخارج الحصن يوجد المسجد الذي شيده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان خارج القصر، وهو مسجد مصمم على نفس طراز القلعة، وبنفس النمط المعماري، وهو مزود بمئذنة منفصلة عن المسجد، ليكمل الطابع الإسلامي للحصن كما رآه المؤسس.
اضطلعت القلعة بدور مركز الشرطة، فقد وفرت الأمن القومي أو الأمن العام لسكان المنطقة والمناطق القريبة منها، حيث كان السكان يلجؤون إليها وقت الخطر، ووقت تعرضهم لهجوم من قبل آخرين، لهذا نجدها مزودة بمساحة فسيحة لإيواء اللاجئين إليها مهما زاد عددهم، كما أنها مزودة بحجرات كثيرة لتخزين الغلال والطعام الكافي لإطعام اللاجئين إليها في أوقات الخطر، كما أنها دائما ما تكون مزودة بالماء، وهكذا توفر القلاع الأمن القومي للسكان.
وقد اضطلعت القلعة بدور هام في أثناء الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي عاشها عام 1929م، بعد أن ضرب الكسادُ العالَمَ، وتمكنت اليابان من زراعة اللؤلؤ، وروجته في الأسواق العالمية، فقضت بذلك على مصدر الدخل الأساسي، وأفلس تجار اللؤلؤ، وامتلأت البلاد بالعاطلين من أطقم الغوص وبحارة السفن، وأغلقت السوق أبوابها، وفي العين بدأت القلعة في توزيع المعونات في ذلك العام الذي أسماه الناس عام البطاقة، أو سنة الفاضة.
بدأت بوادر التطور المالي عام 1939م حين وقعت أبو ظبي اتفاقا مع بريطانيا يسمح بهبوط وإقلاع الطائرات في مطار أبوظبي مقابل رسوم
أما بابا القلعة فهما بابان بارزان عن سمات الواجهة، ويؤديان إلى فناء ضخم يتوسط القلعة، تفتح عليه القاعات من جميع الاتجاهات، وهي قاعات مختلفة المساحة ومختلفة الاستخدام، بعضُها يفتح مباشرة على الفناء وبعضُها يفتح في اتجاه بعضها الآخر. أما سطح القاعات والغرف فقد كان يستخدم كممر للجنود كي يتناقلوا فوقه خلف الأسوار والشرفات، وتتصل أسطح تلك القاعات بأبراج القلعة، مما يسهل تنقل الجنود فوق أسطح الغرف والأبراج (28).
كانت القلعة بمنزلة مركز للحكم، فيها يجلس الحاكم وإلى جواره يجلس شيوخ القبائل ورؤساء العشائر والعاملون في (البرزة) ومنهم: الكاتب، وكاتم سر الحاكم، وكان يلقب بالكيتوب، و(المزكي) أي صاحب الخزينة، القائم على إدارة مالية الحاكم، لهذا نجد القلعة مزودة بقاعات كبيرة تتسع لعدد كبير من الناس.
تقع العين على ملتقى شبكة من الطرق التجارية الداخلية، فهي تتوسط المسافة بين دبي وصحار ومسقط ومزيد، والشويب وأبو ظبي، لهذا نهضت القلعة بدور تجاري هام، فقد وفرت الأمن للقوافل التجارية المارة بتلك المناطق، وسهلت التنقل بين أجزاء البلاد، كما وفرت محطات آمنة لراحة لتلك القوافل.
لم يقتصر دور القلعة على كونها حصنا ولكنها نهضت أيضا بدور المحكمة، حيث كان الفصل في القضايا من اختصاصات الحكام من شيوخ آل نهيان، ويذكر لنا الكثير من الرحالة الأوربيين مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في القلعة (29) ، حيث كان يستمع للمتخاصمين في هدوء ويحكم بينهم، ويخرج من عنده المتخاصمين وهم في رضى تام.
وكان الحاكم يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية، والعادات والتقاليد، والأعراف القبلية السائدة، ثُمَّ اجتهاده الشخصي فيما يعرض عليه من قضايا.
نهضت القلعة بدور مركز الشرطة، فقد وفرت الأمن القومي أو الأمن العام لسكان المنطقة والمناطق القريبة منها، حيث كان السكان يلجؤون إليها وقت الخطر، ووقت تعرضهم لهجوم من قبل آخرين، لهذا نجدها مزودة بمساحة فسيحة لإيواء اللاجئين إليها مهما زاد عددهم، كما أنها مزودة بحجرات كثيرة لتخزين الغلال والطعام الكافي لإطعام اللاجئين إليها في أوقات الخطر، كما أنها دائما ما تكون مزودة بالماء، وهكذا توفر القلاع أمنا قوميا للسكان.
كانت مدينة العين بشكل عام تستخدم كمصيف لأهل الإمارة، وكانت رحلة المصيف تسمى البداه، أي رحلة الاصطياف، وبعد موسم الصيف يعودون إلى أبوظبي في رحلة يطلق عليها اسم الحضارة، وكان ضيوف الحاكم من عِلْيَة القوم يحلون عليه في قلعته، ومكان إقامته، فكانت (برزة الحاكم) أي مضيفته هي ملتقى العِلْية، وقد ساهمت نفقات هؤلاء المصطافين في توفير الانتعاش داخل مدينة العين.
كانت القلعة هي مركز إدارة النشاط الزراعي في منطقة العين، حيث كانت أراضي الحكام وشيوخ القبائل وتجار اللؤلؤ، وكان التخطيط للإدارة الزراعية يتم في القلعة، فمثلا خطط المغفور له الشيخ زايد بن سلطان لحفر فلج الصاروج بقلعة المويجعي، واستمر يشرف بنفسه على الحفر لمدة طويلة ويتابعه من قلعة المويجعي، وكان يقوم بالزراعة عُمَّالٌ بالأجر يسمون البيادر، بينما كان المحصول يخزن بالقلعة ويستخدم لخدمة أهل المنطقة ونجدة المحتاج أو يوزع وفقا لظروف كل عام.
بدأت بوادر التطور المالي عام 1939م حين وقعت أبوظبي اتفاقا مع بريطانيا يسمح بهبوط وإقلاع الطائرات في مطار أبوظبي مقابل رسوم تدفع للإمارة، وكان ذلك أول دخل نقدي يدخل للإمارة من الخارج بعد انقطاع دخلها من تصدير اللؤلؤ، ثم وقعت الإمارة أول امتياز نفطي عام 1939م مع شركة بترول الساحل المتصالح، نصت على أن تدفع الشركة 300 ألف روبية بعد شهر، ومبلغ 200 ألف روبية سنويا، وبدأت القلاع في توزيع المعونات على السكان التي بدأت بشكل محدود ثم توسعت بعد تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان حكم البلاد، وتوقف دورها الإداري والاقتصادي والاجتماعي بعد بناء الدولة الحديثة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971م.
وتقع الفتحات والمزاغل والمثلثات في السور الخارجي أما المربعة في قلعة الرميلة فلها باب مستطيل الشكل تعلوه فتحة مثلثة، والقلعة مكونة من طابقين اثنين، كل منهما مزود بفتحات للمزاغل والرمي للأغراض الدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى وجود نافذة واحدة كبيرة بكل جانب تمثل فتحة للتهوية والإضاءة بقاعة من القاعات الرئيسية للمربعة.
بنيت القلعة من الخامات المحلية ممثلة في الساروج كخامة أساسية، واستخدمت جذوع النخيل المتوافر في المنطقة لتشييد الأسقف ومجاري تصريف المياه (المزاريب)، وقد نتج عن استخدام الساروج وهو مادة عازلة للحرارة أن تلطف الجو داخل القلعة، وهو ما يتناسب مع عمارة المناطق الصحراوية.
أما زخارف البناء فقد تميزت القلعة بالاعتماد بشكل أساسي على استخدام المثلثات كعنصر زخرفي أساسي، فالأسوار يعلوها المثلثات، والأبواب تعلوها المثلثات، ولذلك كانت المثلثات هي العنصر الأساسي بزخارف القلعة.
كانت القلعة بمنزلة مركز للحكم، فيها يجلس الحاكم وإلى جواره يجلس شيوخ القبائل ورؤساء العشائر والعاملون في (البرزة) ومنهم: الكاتب، وكاتم سر الحاكم، وكان يلقب بالكيتوب، و(المزكي) أي صاحب الخزينة، القائم على إدارة مالية الحاكم، لهذا نجد القلعة مزودة بقاعات كبيرة تتسع لعدد كبير من الناس.
تقع العين على ملتقى شبكة من الطرق التجارية الداخلية، فهي تتوسط المسافة بين دبي وصحار ومسقط ومزيد، والشويب وأبوظبي، لهذا نهضت القلعة بدور تجاري هام، فقد وفرت الأمن للقوافل التجارية المارة بتلك المناطق، وسهلت التنقل بين أجزاء البلاد، كما وفرت محطات آمنة لراحة تلك القوافل.
وكان الحاكم يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية، والعادات والتقاليد، والأعراف القبلية السائدة،ثُمَّ اجتهاده الشخصي فيما يعرض عليه من قضايا.
نهضت القلعة بدور مركز الشرطة، فقد وفرت الأمن القومي أو الأمن العام لسكان المنطقة والمناطق القريبة منها، حيث كان السكان يلجؤون إليها وقت الخطر، ووقت تعرضهم لهجوم من قبل آخرين، لهذا نجدها مزودة بمساحة فسيحة لإيواء اللاجئين إليها مهما زاد عددهم، كما أنها مزودة بحجرات كثيرة لتخزين الغلال والطعام الكافي لإطعام اللاجئين إليها في أوقات الخطر، كما أنها دائما ما تكون مزودة بالماء، وهكذا وفرت القلعة أمنا قوميا للسكان.
كانت مدينة العين بشكل عام تستخدم كمصيف لأهل الإمارة، وكانت رحلة المصيف تسمى البداه، أي رحلة الاصطياف، وبعد موسم الصيف يعودون إلى أبوظبي في رحلة يطلق عليها اسم الحضارة، وكان ضيوف الحاكم من عِلْيَة القوم يحلون عليه في قلعته، ومكان إقامته، فكانت (برزة الحاكم) أي مضيفته هي ملتقى العِلْيَة، وقد ساهمت نفقات هؤلاء المصطافين في توفير الانتعاش داخل مدينة العين.
كانت القلعة هي مركز إدارة النشاط الزراعي في منطقة العين، حيث كانت أراضي الحكام وشيوخ القبائل وتجار اللؤلؤ، وكان التخطيط للإدارة الزراعية يتم في القلاع، فمثلا خطط المغفور له الشيخ زايد بن سلطان لحفر فلج الصاروج بقلعة المويجعي، واستمر يشرف بنفسه على الحفر لمدة طويلة ويتابعه من قلعة المويجعي، وكان يقوم بالزراعة عُمَّالٌ بالأجر يسمون البيادر، بينما كان المحصول يخزن بالقلعة ويستخدم لخدمة أهل المنطقة ونجدة المحتاج أو يوزع وفقا لظروف كل عام.
بدأت بوادر التطور المالي عام 1939م حين وقعت أبوظبي اتفاقا مع بريطانيا يسمح بهبوط وإقلاع الطائرات في مطار أبوظبي مقابل رسوم تدفع للإمارة، وكان ذلك أول دخل نقدي يدخل للإمارة من الخارج بعد انقطاع دخلها من تصدير اللؤلؤ، ثم وقعت الإمارة أول امتياز نفطي عام 1939م مع شركة بترول الساحل المتصالح، نصت على أن تدفع الشركة 300 ألف روبية بعد شهر، ومبلغ 200 ألف روبية سنويا، وبدأت القلاع في توزيع المعونات على السكان التي بدأت بشكل محدود ثم توسعت بعد تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان حكم البلاد، وتوقف دورها الإداري والاقتصادي والاجتماعي بعد بناء الدولة الحديثة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971م.
وتتكون المربعة من ثلاثة طوابق، يخلو الطابق الأول من النوافذ، ولكنه مزود بالمزاغل، كوسيلة دفاعية عن المربعة، أما الطابق الثاني فمزود بثلاث نوافذ، والطابق الثالث مزود بأربع نوافذ نظرا لارتفاعه الذي يوفر له حصانة أكثر من الطابقين الأولين. أما الأركان الأربعة للمربعة فهي مزودة بأربع حليات مخروطية تشبه المآذن في الشكل كحليات هندسية، اما السور العلوي للمربعة فهو مغطى بالمثلثات وتوجد به فتحات للرمي ومزاغل كثيرة، بينما يخلو الطابق الثالث من مثل هذه الفتحات مما يبين الطابع الإداري لها (36).
المهام التي قامت بها القلعة
اضطلعت المربعة بدور مركز الشرطة، فقد وفرت الامن القومي أو الأمن العام لسكان المنطقة والمناطق القريبة منها، حيث كان السكان يلجؤون إليها وقت الخطر، ووقت تعرضهم لهجوم من قبل آخرين، لهذا نجدها مزودة بمساحة فسيحة لإيواء اللاجئين إليها مهما زاد عددهم، كما أنها مزودة بحجرات كثيرة لتخزين الغلال والطعام الكافي لإطعام اللاجئين إليها في أوقات الخطر، كما أنها دائما ما تكون مزودة بالماء، وهكذا وفرت المربعة أمنا قوميا للسكان.
عندما بدأت أعداد الأجانب تزداد في مدينة العين، ومع زيادة السكان، زادت المهام الأمنية للقلعة وأصبحت تنهض بدور مركز الشرطة الرئيسي في المدينة، وظلت تؤدي ذلك الدور حتى تم استحداث المراكز الأمنية الحديثة بعد عام 1971، فتراجع الدور الذي تقوم به المربعة.
استخدمت المربعة كسكن خاص لكبار الضيوف في العين. ففي عام 1953 كانت المربعة مقرا لإقامة قائد قوة كشافة ساحل عمان الميجور بيتر ماكدونالد، كما استخدم نفس القلعة كسكن للدكتور ديفيد هاريسون طبيب قوة كشافة ساحل عمان، وقد سجل ذلك في مذكراته التي نشرت بعد ذلك، والذي حل محل الدكتور جون مارشال الطبيب المنتهية خدمته في أغسطس عام 1953 (37) ، وقد استخدم ديفيد هاريسون الطابق الثالث كمعمل لتحنيط الطيور طوال فترة إقامته بالعين.
34 . الفيروز أبادي، القاموس المحيط، بيروت، 1978، ص 297.
35 . عبد الستار العزاوي، المربعات، دراسة تاريخية، 1998، ص7.
36 . د. يحيي محمد محمود، نفس المرجع، ص88.
37 . لمزيد من المعلومات ، اقرأ الدراسة القيمة : شمسة الظاهري، دراسات في تاريخ أبو ظبي الاقتصادي والاجتماعي، نادي تراث الإمارات، أبوظبي 2013.
أما السور الخارجي للقلعة فهو غير مرتفع، فيصل ارتفاعه إلى نحو 2.5م فقط، وربما يرجع ذلك إلى أنه في منطقة مرتفعة أصلا، وهو نقطة استطلاع ويتيح الرؤية للجنود من داخل القلعة، فلو ارتفعَ السورُ لَحَجَبَ الرؤيةَ عن الجنود، وهو مزود بمزاغل للرماة، وفتحات للبنادق، وتعلوه المثلثات شأنه شأن باقي أسوار القلاع والحصون في منطقة العين، ويوجد مدخل القلعة بالسور الجنوبي ويبلغ عرضه 4 أمتارـ وارتفاعه خمسة أمتار، وبه خوخة (فتحة لدخول الأفراد) عَرْضُها مترٌ ونصف وارتفاعُها ثلاثةُ أمتار تؤدي إلى المدخل، ويسمح وجود تلك الفتحة بإغلاق المدخل ودخول وخروج الأفراد مما يزيد من حصانة القلعة، أما باب القلعة فهو مصنوع من الخشب السميك ومدعم بالعوارض الحديدة مما يزيد من قوته.
نهضت القلعة بدور هام في الدفاع عن العين، وخيرُ مثال لدورها العسكري هو النصر في موقعة العانكة عام 1848م (42) ، حين تمكنت قوات أبوظبي من هزيمة القوات الغازية في العانكة، ويرجع ذلك إلى الطبيعة القاسية لهذا المكان حيث يندر وجود المياه، إلا من بئر العانكة الذي تم إخفاؤه عند بناء القلعة لكي لا يَعرِف وسيلةَ الحصول على المياه في ذلك المكان سوى أهل العانكة فقط، ومع حصانة القلعة وارتفاعها عن الأرض وكشفها للطريق، كل تلك المزايا الاستراتيجية مكَّنت قوات أبوظبي من الدفاع عن العين وصَدِّ الخطر الخارجي، وبهذا تكون قلعة العانكة هي القلعة الوحيدة التي تقوم بالدور العسكري للقلاع فقط، وقد نجحت في أدائه منذ منتصف القرن التاسع عشر.