"أبوظبي للزراعة".. خدمات نوعية للحفاظ على الإبل وتعزيز دورها في منظومة الأمن الغذائي
أظهر تقرير أصدرته هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بمناسبة اليوم العالمي للإبل الذي يصادف 22 يونيو من كل عام، أن تعداد الإبل في إمارة أبوظبي يبلغ نحو 476 ألفا و82 رأسا منها 99 ألفا و71 رأساً في أبوظبي بواقع 83 ألفا و879 من الإناث و15 ألفا و192 من الذكور، و254 ألفا و34 رأساً في العين بواقع 215 ألفا و968 من الإناث و38 ألفا و66 من الذكور.
ووفقا للتقرير الذي أصدرته الهيئة، يبلغ تعداد الإبل في منطقة الظفرة نحو 122 ألفا و977 رأسا بواقع 104 آلاف و987 من الإناث و17 ألفا و990 الذكور.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للإبل هذا العام بالتزامن مع "السنة الدولية للإبليات" التي أعلنتها الأمم المتحدة، بهدف تسليط الضوء على القيمة الاقتصادية والثقافية للإبل في أكثر من 90 دولة، وإبراز دورها المهم في تعزيز الأمن الغذائي من خلال توفير الحليب واللحوم والألياف واستخدامها كوسيلة لنقل البضائع والأفراد في بعض المجتمعات، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء على الجوع واستئصال الفقر وتمكين المرأة وحماية واستدامة الأنظمة البيئية.
وتقدم هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية رعاية شاملة للإبل، تتضمن الخدمات البيطرية الوقائية والعلاجية والإنتاجية، وتوفير اللقاحات والأدوية، ومكافحة الأمراض والآفات؛ إذ تم خلال العام الماضي، تقديم 185 ألفا و797 خدمة بيطرية لعدد 130 ألفا و700 رأس من الإبل، شملت مختلف أنواع العلاجات والفحوصات والمتابعات، هذا بجانب خدمة رش الإبل لمكافحة الطفيليات الخارجية لعدد 237 ألفا و487 رأساً من الإبل خلال العام الماضي 2023.
ومنذ العام 2009 تشارك هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في دعم مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل من خلال تقديم الخدمات البيطرية العلاجية والوقائية والفحوصات المخبرية للإبل المشاركة في المزاينة، وكذلك للإبل المشاركة في سباقات الهجن، وهي مشاركة سنوية تسهم في ضمان صحة الإبل وسلامتها، وتعزيز التنافس العادل بين المشاركين في هذه الفعاليات.
كما تصدر الهيئة شهادة صحية بيطرية للإبل بغرض التصدير إلى مختلف الدول بالإضافة إلى الفحوصات الروتينية لفحص خصوبة الإبل، وترقيمها وتسجيلها في نظام تسجيل وتعريف الحيوانات.
وفي إطار نشر الوعي بأهمية العناية بالإبل، أعدت الهيئة نشرات متنوعة تتضمن إرشادات حول أفضل الممارسات لتربية الإبل والعناية بها، كما أصدرت أطلس الأمراض الجراحية في الجمل وحيد السنام والمعتمد من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وهو موسوعة للأمراض التي تتطلب تدخلا جراحيا في الجمال المنتشرة في دولة الإمارات بشكل خاص، وشبه الجزيرة العربية بشكل عام.
وتنظم الهيئة أيضاً العديد من المحاضرات التثقيفية حول فوائد حليب الإبل، وورش العمل لتوعية المربين حول الأمراض التي تصيبها وطرق الوقاية منها ومعالجتها بالإضافة متطلبات الأمن الحيوي التي تعزز مناعتها من الأمراض.
وتشارك الهيئة في الجهود الدولية للحفاظ على صحة الإبل، وذلك من خلال الإسهام في دراسة مشتركة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشأن فيروسات كورونا في الإبل، وجمع عينات من الإبل بالتعاون مع جامعات الإمارات، فيما يواصل المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل التابع للهيئة والمُعترف به من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان، جهوده في البحث العلمي، وتطوير تقنيات تشخيص الأمراض الحيوانية الوبائية بما فيها أمراض الإبل، ودعم جهود الاستجابة للأوبئة وبناء القدرات، ونشر وتبادل المعرفة العلمية المتعلقة بهذه الأمراض.
وقدم المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل خلال العامين الماضيين، خدمات التحليل المخبري لأكثر من 100 ألف عينة وبمعدل يزيد عن 500 ألف خدمة تحليل لمختلف الأمراض تم جمعها من الإبل، كما طوّر أكثر من 150 تحليلاً مخبرياً متقدماً يُمكن من التعريف الدقيق لمسببات الأمراض، ما يدعم الخطط الإستراتيجية لتطوير منظومة الوقاية ومكافحة الأمراض الوبائية وتأمين الغذاء.
فضلا عن إطلاق أول بنك حيوي للمواد المرجعية لحفظ المواد والعزلات البيولوجية وخلايا الزرع النسيجي المتخصصة من أنسجة الإبل وبنك البادئات، الأمر الذي يعزز سبل الاستجابة للأمراض وتطوير اللقاحات والأطقم التشخيصية وطرق التحاليل المخبرية والبحوث العلمية والتدريب.
ونشر الخبراء والمختصون في المركز المرجعي أكثر من 31 ورقة علمية متخصصة في مجال أمراض الحيوان والإنسان (من منظور الصحة الواحدة) في دوريات علمية مرموقة، كما تم تنفيذ عدد من الأنشطة ضمن "شبكة دول الشرق الأوسط للإبل" (الكامنت) التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي والأردن واليمن، وتهدف إلى الإسهام في تطوير وتوحيد والتحقق من طرق تشخيص أمراض الإبل الرئيسية وفقًا لمعايير والإجراءات المعتمدة عالميا، وتحسين القدرات العلمية والتكنولوجية في هذا مجال علم الأوبئة في المنطقة.
وتوصيف وتعريف الأنماط البيئية للإبل بناء على صفاتها المورفولوجية، ونشر المعرفة حول مكافحة أمراض الإبل وأفضل الممارسات في مجال إنتاجها بين الدول الأعضاء والمجتمع العلمي الدولي، وتعزيز الدراسات والأبحاث حول الأهمية الاقتصادية الاجتماعية لهذا الحيوان، والكشف عن المخاطر والمهددات الأخرى عليه وعلى الإنسان والبيئة، إلى جانب تسهيل التعاون بين المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية والمختبرات المرجعية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة/المنظمة العالمية للصحة الحيوانية والمراكز المتعاونة لبناء القدرات وتبادل الخبرات والتعاون.
وأثرى المركز المرجعي، بنك الجينات العالمي بعدد من التسلسلات الجينية المختلفة الكاملة أو الجزيئية لعدد من مسببات الأمراض المختلفة التي تصيب الإبل، ما يعزز مكانة الدولة في البحوث العلمية في هذا المجال، ويساعد في دقة التشخيص وفك طلاسم الكثير من الأمراض التي تصيب الإبل.
بينما تسهّل معرفة التسلسل الجيني لمسببات أمراض الإبل خاصة الفيروسية، السيطرة عليها والتحكم بها من خلال معرفة وبائية ومصدر المسبب المرضي والخرائط الجينية للمسببات، بالإضافة إلى تطوير طرق فحص جديدة للكشف عنها أو دراسة إمكانية دمج أو تحور الفيروسات الذي ينجم عنه فيروسات مختلفة الضراوة وهو ما يعزز كفاءة تشخيص أمراض الإبل المختلفة.